سعد بن معاذ من بني الأشهل من الأوس، سيد الأنصار
حَبَاهُ الله بنعمة الإسلام فأَسلَمَ على يد مصعب بن عمير عندما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب يدعو إلى الإسلام،
وبإسلامه أَسلَمَ بنو عبد الأشهل جميعهم .
رُوِيَ أنه لمّا أَسلَمَ سعد بن معاذ وقف في قومه خطيباً يقول: يا بَنِي عبد الأشهل: كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا
رأياً وخيرنا وأيمننا.
قال: فإن كلامكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله.
فما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا أَسلَمُوا، وكانت دار بني عبد الأشهل أول دار من الأنصار يُسلَم جميع رجالها
ونسائها.
من أروع مواقف سعد بن معاذ رضي الله عنه:استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في أمر ملاقاة جيش قريش بعد أن نجا أبو سفيان بالقافلة، فقام سعد ابن معاذ،
وقال:
يا رسول الله أيانا تريد؟ أي هل تقصدنا نحن الأنصار؟ ثم قال: قد آمنا بك وصدّقناك، وأعطيناك على ذلك عهودنا، فامضِ لما أمرك الله،
فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لنخوضنه معك، وما نكره أن تكون تلقى العدو بنا غداً، إنّا لصُبُر عند الحرب،
صُدُق عند اللقاء، ولعلّ الله يُريك منّا ما تقرّ به عَيْنُيك. فسُرَّ رسول الله وبشر أصحابه بالنصر.
موت سعد بن معاذ عندما مات سعد بن معاذ رضي الله عنه، استبشر بموته أهل السماء فقد رُوِيَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام فأتاه مَلَك
حين استيقظ فساله: من هو الرجل الذي مات الليلة فاهتز له العرش، واستبشر بموته أهل السماء؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أعلم إلا أن سعداً أمسى دنفاً - مريضاً، - ثم سأل الصحابة: ما فعل سعد؟ قالوا: يا رسول الله
قد قُبِضَ.
وجاءه قومه فاحتملوه إلى ديارهم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم خرج معه الناس مسرعين، فقال له رجل:
يا رسول الله لماذا نسرع هكذا؟ فقال عليه الصلاة والسلام : إني أخشىَ أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة.
ومات سعد بن معاذ رضي الله عنه وشاركت الملائكة في حملهِ إلى قبرهِ بالبقيع، وما إن بدأوا بحفرهِ حتى أَخَذَ يَفُوح مسكاً.