عباد البقر..وصلوا القمر!!

الصحف الهندية منشغلة هذه الأيام في تغطية حدث يعتبرونه تاريخيا وهو إطلاق الهند لأول صاروخ لها إلى القمر وهو الصاروخ (شندرايان 1) الذي يقضي في الفضاء سنتين يطلق خلالهما مسبارا آليا يدور حول القمر؛ لالتقاط خريطة ثلاثية الأبعاد للقمر، ولتحديد انتشار العناصر والمعادن فوق سطحه، والبحث عن مصادر المياه المتجمدة التي يتوقع علماء الهند وجودها على سطح القمر ليس ذلك فحسب وإنما يسعى المسبار الهندي إلى رصد غاز الهليوم 3 وهو غاز نادر فوق كوكب الأرض وليس له نظير، وأهمية هذا الغاز تكمُنُ في كونه مصدرا مهما للطاقة، ربما سيكون أكثر أهمية من البترول في المستقبل!
2

الصحف المصرية (أيضا) منشغلة هذه الأيام في تغطية أحداث تاريخية مختلفة وهو ما يجعل للمصريين في هذا السياق فضل التفوق الكمي على الهند فنحن نرصد أحداثا تاريخية لا حدثا واحداً!
لا شك أن أهم هذه الأحداث على الإطلاق هو قضية المطربة اللبنانية المغمورة "سوزان تميم" والتي صارت مشهورة بعد قتلها ومحاكمة رجل الأعمال الشهير "هشام طلعت مصطفى" ورجل الأمن السابق "محسن السكري" بتهمة قتل المطربة الفاتنة (والتي يصفها معظم المتابعين كلما رأوها بأنها خسارة في القتل) يُذكَر أن عددا من منتجي أفلام السينما يفكرون جديا في إنتاج فيلم عن قصة حياة الفنانة المقتولة لا لتخليد ذكراها العطرة بل فقط ليعرفها الناس فالناس الجهلة لا يعرفون عنها سوى أنها مقتولة!

أما الحدث الثاني فهو "الزلزال" الذي حدث منذ أيام في نادي الزمالك بعد هزيمته القاسية أمام الأوليمبي السكندري 1 - 3 وهو ما أعقبه "الهروب الكبير" للمدير الفني لنادي الزمالك مستر "راينر هولمان" والذي شوهد فجرا في مطار القاهرة يغادر أرض المحروسة حسب رؤية شهود العيان!
يأتي في السياق التاريخي نفسه أحداث عودة "مرتضى منصور" إلى إدارة نادي الزمالك المرتقبة وإصرار النادي الأهلي على احتكار تجارة المخدرات في البلاد (بث مبارياته في قناة الأهلي وحدها لا شريك لها) ورفض الكنيسة المصرية القاطع لرواية "عزازيل"، والحكم على طبيب مصري في السعودية بالجلد؛ لأنه ارتكب جريمة التحدث مع مريضة، وهو ما اعتبره العلماء العباقرة الأفذاذ جرما يستحق الجلد ووو..
وماذا؟

أليست هذه هي الهند؟

الهند التي تحررت من الاحتلال البريطاني معنا، وبدأت رحلة الكفاح وإعادة البناء معنا، وكانت إلى عهد قريب لا تصدر لنا سوى "أميتاب باتشان"؟

أليست هذه هي الهند التي نضرب بها في بلادنا الأمثال على السذاجة وسوء التصرف؟

أليست هي الهند التي يتندر علماؤنا كلما عادوا منها على الأغبياء الذين يعبدون البقر ويتبركون بروثه؟

هاهم عُبّاد البقر قد وصلوا بأبقارهم إلى القمر ويبحثون عن مصادر الطاقة البديلة، ويفتحون أذرعتهم وعقولهم للعالم الجديد ومن يدري ربما سمعنا قريبا في بلادنا عن تبشير بوذي وهندوسي يوازي التبشير المسيحي والشيعي المزعوم.

ها هي البقرة الهندية تتسلق أشجار الفضاء بينما يقف النمر الأفريقي تحت الشجرة ذليلا كسيرا ينظر إليها في حسرة مدعيا أنه النمر وإن جار عليه الزمان.
3
ميراث طويل عريض من الدين والثقافة والحضارة والمجد يقف عاجزا إلا عن متابعة أخبار التافهين وأصحاب العاهات الفكرية بينما وصل عُبّاد البقر بميراثهم الهزيل إلى الآفاق..

هذا لأن الواقع يكتبه أبناء الحاضر..

هم تجاوزوا خرافاتهم العقدية بفصلها عن دنياهم فتجاوزت عقولهم حدود الأرض إلى السماء..

أما نحن فلم نتجاوز حدود التباهي والتفاخر بأننا خير أمة أخرجت للناس وأننا أصحاب الرسالة الخاتمة وأننا لا شك من سينتصر في النهاية، وتركنا قضية الدنيا لأصحاب النار وعُبّاد البقر فهي الدنيا الحقيرة الفانية التي لا تستحق اهتمامنا والتي لن يجني من يلهث وراءها سوى النعيم الزائل أما نحن فينتظرنا النعيم المقيم (في مستشفى الأمراض العقلية)..

فهل تبقى في كتاب التباهي بالمجد القديم سطرا لم نقرأه بعد؟

اه و الله حاجة فل كل القنوات الاخباريه الهند و صاروخها الكبير
نفسى افتح التليفزيون القى الدول العربيه طلعت صاروخ عملت اختراع عملت حاجة كده
مشكوره يا لف مون

مشكورة على الطرح الجيد

ان الله يرفع دولة العدل ولو كانت كافرة

هذه العبارة تعبر عما اصابنا الآن

فالهند تستحق ان تصبح كذلك لأنهم متمسكون بديانتهم وهي عبادة البقر ومخلصون لها

أما نحن فعلى الديانة الصحيحة ولكن بعدنا عنها كثيرا

هذه هي الهند التي رفض الرئيس الراحل عبد الناصر ان يتعاون معها لدراسة الأبحاث النووية لأنها كانت بلد فقيرة

هذه هي الهند التي كانت تطعمها مصر

فيما مضى كان يقول الناس لبعضهم باللهجة اللمصرية يا عم انت شايفني هندي وهذا بغرض الاستهذاء بالهند

اما انا الآن اقولها وارفع صوتي انا هندي

ميرسي

لكل مجتهد نصيب حتى ولو كان كافرآ

شكرا على المرور الكريم
والتفاعل الصادق
واتمنى ان نكون مثل الهند
ولكن بتعاليم ديننا الجميل